أثار إعلان محمد العرابي وزير الخارجية المصري الجديد، تعهده بالسير على نفس النهج الذي وضعه سلفه السفير نبيل العربي الذي سيشغل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، حفيظة صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية التي أبدت قلقها من تلك التصريحات، مشيرة في الوقت نفسه إلى إنها لا تصب في مصلحة الدولة العبرية.
وفي أول كلمات له بعد توليه منصب وزير الخارجية، قال محمد العرابي ، سفير مصر السابق في ألمانيا " إنه سيسير على نفس السياسة التي وضعها نبيل العربي وسنحاول طبعاً أن نتطلع ونتفهم آمال الناس هنا في مصر وما يريدونه من الخارجية بعد الثورة وسنحاول أن نلبي هذه الآمال والطموحات".
وأعلن العربي، في وقت سابق، وفي بداية توليه منصب وزارة الخارجية، عن نيته في فتح علاقات جديدة مع إيران، وانتقد بشدة السياسات الإسرائيلية، وذلك بعد سقوط نظام الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك.
وعقبت يديعوت على تصريحات العرابي بقولها "بالرغم من كونها تصريحات عامة، إلا أن على الحكومة الإسرائيلية بالقدس أن تهتم بتلك التصريحات بشدة لأنها تعني أن العرابي سيسير على نهج العربي المتشدد لإسرائيل، ودعم الفلسطينيين بقوة وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين مصر وإيران".
وكلف رئيس الوزراء المصري، عصام شرف، السفير محمد العرابي، مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية، تولي حقيبة وزارة الخارجية، خلفاً لنبيل العربي الذي شغل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية .
وأوضح عرابي في تصريحات له عقب توليه المنصب أن رئيس الوزراء كلفه توطيد العلاقات مع إفريقيا والدول العربية، واعتبار أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يزالان "شريكين أساسيين".
ورداً على سؤال حول مياه النيل، قال العرابي إنها "ستكون محوراً أساسياً للدبلوماسية المصرية لأنها استراتيجية" .
وأشارت مصادر صحفية إلى أن العرابي كان من بين ثلاثة أسماء طرحت لشغل المنصب، حيث رشح معه كلا من فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، ونبيل فهمي سفير مصر السابق بواشنطن .
والمعروف عن العرابي انحيازه ودفاعه الدائم عن القضية الفلسطينية، كما كان له مواقف جيدة في مواجهة ادعاءات السفير الإسرائيلي ببرلين أثناء توليه سفارة مصر في ألمانيا، حيث شهد له كثيرون بنجاحه في التفوق على السفير الإسرائيلي ببرلين أثناء ندوة جمعتهما للحوار، ونظمها أحد مراكز الأبحاث الإعلامية الإسرائيلية بألمانيا عام 2005 .
وعمل الوزير الجديد لأكثر من 35 سنة متصلة في السلك الدبلوماسي، منها ثماني سنوات متصلة كسفير لمصر في برلين، وخدم في سفارات مصر بالكويت ولندن وواشنطن وتل أبيب.
و بدأ العرابي عمله الدبلوماسي عضواً في مكتب بطرس غالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الأسبق ثم عضواً بمكتب عصمت عبد المجيد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن كان مديرا لمكتب عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق .
مؤشرا للتشاؤم
من جانبه انتقد السفير عبدالله الأشعل، مرشح رئاسة الجمهورية، حرمان وزارة الخارجية من الدكتور نبيل العربي وتعيين محمد العرابي خلفا له.
وقال الأشعل، في بيان خاص له نقلته حملته الانتخابية " أمريكا وإسرائيل استطاعت التأثير على القرار المصري في تعيين وزيرا في الحكومة (العرابي)، معربا عن عميق أسفه بسبب "حرمان وزارة الخارجية من الدكتور نبيل العربي والزج به في مقبرة الجامعة العربية".
وأضاف أن تعيين العرابي هو "مؤشر على التشاؤم من المستقبل"، مشددا على أن "الثورة المصرية التي قامت ضد نظام مبارك و تحالفاته لن تسمح بأن تعود مصر مرة أخرى إلى دائرة الخضوع لأي جهة، وهذا يدعونا إلى الإصرار على استكمال تحرير مصر وإرادتها من النظام السابق".
0 التعليقات:
إرسال تعليق